الخميس، 11 أغسطس 2011

رفع القدرات الروحية يبدأ من الجسد ..!!

يؤكد لنا علم النفس التجريبي حقيقة هامه جداً وهي ان اي شخص يستطيع ان يكتسب عادات جديدة نتيجة التدريب لمدة تتراوح ما بين 30-40 يوم متوالية .

وكما هو معلوم العلاقة مابين العقل والروح والجسد - وان كل واحد منهم يؤثر بالاخر - فكما تفكيرك بأشياء مزعجة يبدوا على ملامح وجهك وصوتك وتصرفاتك بشكل ملحوظ .حيث يبدأ التفكير من العقل ثم يبدأ الادرينالين بالارتفاع شيئاً فشيئاً وتتزايد ضربات القلب ويظهر التوتر والقلق على ملامح وجهك وحركات عينيك .اذا هنا تأثير للعقل معلوم وملحوظ للعقل على الجسد وردود الافعال .
لكن ماذا عن تاثير الجسد على العقل ..!!
عندما ترغب في تهدئة عقلك وتعويده على ذلك فانك عندما تمارس التامل والاسترخاء لمدة شهر متواصل - فان العقل يبدأ يستجيب لذلك المؤثر ويهدأ .ومن هنا تبدأ تنطلق القدرات الكامنه للعقل البشري لان العقل كان اشبه بامواج البحر الهائجة ثم مايلبس ان يهدأ لترى صفاء الماء وتستمع بمعرفة الاعماق التي في داخلك وتعشق الهدوء .
وهذا الامر لا يقتصر فقط على ذلك فقط ،، انما كذلك في قدرتنا على التغلب على العادات السيئة التي تعودنا عليها والتي قد يكون بعضها مكروها والبعض الاخر محرماً - الا اننا خلال مرحلة التدريب العلي المتوالية لاكثر من 30 يوماً - نجد ان العقل بدأ يستجيب للسلوك الجديد الذي بدأ يتنبه لرغبتنا الحقيقية في الحصول عليه . فيبدأ عملية التغير نحو الافضل الذي نتطلع اليه .

وهذا ما يفعله الصيام في سلوك الانسان - فهو بكل ما تعنية الكلمة دورة تدريبية روحانية عالية جداً لتزيد من قدراتك على عقلك واستعادتك وعيك لسلوك الطمع في جميع نواحي الحياة وعدم الشبع من الشهوات فيأتي هذا الشهر ليعيد الامور الى نصابها قبل ان تفقد السيطرة وتذهب في الطريق الاعوده في اشباع شهواتك ورغباتك التي لا تنتهي ولا يمكن للانسان ان يشبعها ابدا في هذه الحياة الدنيا فهي كالنار في الهشيم لا تشبع ابداً .

ولعلك تراني اتحدث هنا عن الترقية الروحية الحقيقة ولم اذكر لك العديد من الفوائد الصحية الاخرى التي باتت معلومة عند الجميع ومن فوائدها على سلامة الجسد من الامراض الجسدية والنفسية .

ولعلنا نلاحظ ان مسألة تغير السلوك للمسلم في شهر رمضان ليست متروكه لرغبته بل هيء الله سبحانه وتعالى الكون كله رحمة بذلك البعد الضعيف المسكين فكف شياطين الانس والجن واقفل ابواب النار وفتح ابواب الرحمه والجنة ، ليعينك على نفسك بعد ان اعانك على شيطانك ، فلم يبقى لك عذر ابداً بعد ذلك .لذلك رغم انف من ادرك رمضان ولم يغفر له كما ورد في الاثر عن دعاء جبريل عليه السلام الذي امن عليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .لانه بعد كل ذلك التسهيل والتسخير فعندما يصر العبد على شهواته وعدم تغيير سلوكه ونفسه والتعرض لتلك الرحمات .فانما كل ذلك من نفسه التي استولت عليه واصبحت كالشيطان التي تقوده الى النار بكل عناد واصرار.