الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

كيف تنهض بقوة وعزيمه في مواجه الحياة ؟

كثيراً ما نقرأ عن تطوير الذات والتحدي والصبر في سبيل تحقيق الهدف او الصبر على الطاعات او ترك المعاصي-وكنت دائماً أبحث عن المحرك الرئيسي الذي يدفع الانسان الى الاقدام على عمل شيء والصبر عليه مع كل المعوقات والمنغصات التي تقف عائقاً في طريقه ..او الامتناع عن معصية مع كل المغريات التي في طريقه .

فتارة أقول إن حب فعل شيء ما - يجعلك تشعر بالطاقة والقوة لفعله - لكني لم اجده كافياً .

وتارة اقول ان التنافس هو مايدفعنا للمزيد من العمل والابداع -لكني ايضا لم اجده كافياً.

وتاره أقول اذا ماسوف تحصل عليه من مكافأة هو السبب وراء تلك الطاقة والدافع والهمة العجيبة للكثير من الناس لانجاز تلك الأعمال الشاقة .كذلك وجدت ان هذا غير كافياً.

ثم قلت اذا خوف الإنسان من أن يخسر صديقاً او مالاً او غيره - هو مايدفعه للعمل بجد اكثر وبطاقة عالية - ثم وجدت أن ذلك كذلك ليس كافياً.

واقصد باني لم اجده كافياً - ان الانسان مع توفر بعض او كل تلك الاسباب الا ان البعض لا يحرك ساكناً - وقد اعتراه الكسل والخمول .

ثم قلت إذا الامل -فهو يدعم ماسبق الى حد كبير في جعلك تنجز وتعمل واذا فقدت الامل فقدت العمل .

ثم تأملت في قول الله سبحانه وتعالى عندما خاطب نبيه قائلا " يا يحيى خذ الكتاب بقوة " - وفي اية اخرى مخاطباً نبيه محمد عليه الصلاة والسلام" إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً" - وفي اية اخرى "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل".

فهناك امران مهمان لا بد من منهما لان تقف صامداً كالجبل في مواجه كافة امور الحياة الحلوة والمره - وهي ان تعود نفسك على الصبر (وليس الملل عند اقل هبة ريح ) وهذه تأتي بالتدرج - فلا تعرض نفسك مباشرة للريح القوية - كردة فعل لتثبت لنفسك انك قادر على تحملها والا سوف تذهب مع اول نسمة ريح -لانك لم تتعود عليها .

والامر الثاني : ان تستمد العون والمدد من الله سبحانه وتعالى : فقد وجدت سراً عجيباً للداومة على قول : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (100 مره ) صباحا ومساء .

والدعاء المأثور عن رسول الله عليه الصلاة والسلام "اللهم لاسهل إلا ما جعلته سهلاً وإنك تجعل الحزن والصعب إذا شئت سهلاً - اللهم يسر لي كل صعب واجعل كل صعب سهلاً" ..

توكل على الله العلي العظيم ذي القوة المتين - وهو يتول امرك ويعينك على جميع امورك -ويجلب لك الخير ويدفع عنك كل شر . إنه نعم المولى ونعم النصير ونعم الوكيل .ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

للفائدة - قال عليه الصلاة والسلام
(لاحول ولا قوة الا بالله دواء من تسعة وتسعين داء ايسرها الهم) -وهي من المجربات ولهذه الكلمة أثر عجيب في تحمل المشاق والدخول على الملوك وركوب الاهوال ودفع الهم والغم والحزن والفقر والديون
وطرد الشيطان والوسواس

الخميس، 7 نوفمبر 2013

ماهو الاكتئاب .. وكيفية التخلص منه .

يبدأ الاكتئاب بالتسرب الى النفس وتبدأ الطاقة السالبة بالتسرب الى اعماق النفس فعندما  يشعر الانسان انه امام تحدي اكبر منه ويشعر حسب امكانياته انه لايستطيع ان يتجاوزه او يتحداه .
وهذه التحديات قد تكون بسيطة ويسيرة مثل ان يكون الوقت ضيقاً وغير كافي لانجاز المهام المطلوبة ، وقد تزداد المشكلة اذا كان الوقت المقدر دوماً لانجاز المهام اقل مما يجب اما لعدم خبراتنا او لعدم امتلاكنا المهارات اللازمة - او ان الوقت فعلا تم تحديده بشكل غير صحيح . او اننا نتكاسل ثم ننطلق في اللحظة الاخيرة لانهاء الاعمال .وهذه المشكلة لا بد من حلها من خلال الاستغلال الامثل للوقت وتنظيم حياتنا وتوزيع المهام بشكل صحيح حتى نتخلص من التوتر والقلق المستمر المصاحب لحياتنا فتنقلب من النعيم والسعادة والمتعة بالحياة الى تعاسة ومن ثم الى اكتئاب - وهذا النوع من الاكتئاب يعاني منه الكثير من الناس .وفي حال اهماله يكبر مع الوقت ليجد الانسان انه فقد كل معنى السعادة في حياته واصبح عاجزاً عن اداء وانجاز ابسط الامور .

التحدي الثاني ان يواجه فعليا عقبات اكبر منه واكبر من استطاعته وقدراته العقلية ومهارته العلمية والعملية ..فهنا لا بد من ان يتجاوز ذلك الى ان يوسع دائرة حل المشكلة مع الاخرين من الاصدقاء واصحاب التجارب حتى يقارب الصواب قدر المستطاع . وهذه التحديات الكبيرة تختلف من شخص لاخر حسب طبيعة عمله وبيئته .....ألخ .

ما اريد ان اركز عليه في مواجه هذه التحديات نقطة هامه جداً - أن الانسان عندما يشعر انه يواجه شيء اكبر من قدرته وامكانياته فلا بد له ان يعزز ذلك بان يلجأ في قرارة نفسه الى من هو اقوى من كل تلك الظروف والامكانيات ومسخر الكون وهو الله سبحانه وتعالى.
حيث إن اللجوء الصادق في قرارة النفس الى العظيم سبحانه وتعالى الغني الحميد مالك الملك ، فكما انه سبب من اسباب التسهيل والعون الحقيقي لتجاوز المحن ، الا ان ذلك اللجوء لرب العالمين له جانب نفسي عظيم ,فان لجوئك الى العظيم سبحانه يصبح  كل ما عداه  بالنسبة لك شيء يسير وتافه .
والسر في ذلك ان المقارنة في البداية انك كنت تقارن قوتك وقدراتك مع التحديات التي امامك فتجد نفسك عاجز وفق قدراتك وحساباتك وامكانيك . لكن عندما تلجأ الى مالك الملك ومدبر الامور وتقارن عظمة الله سبحانه وتعالى بتلك الامور فتجدها تافه ، وكلما كان يقينك بالله اكبر في مواجه الشدائد - كانت الشدائد وكانها شيء تافه يسير .

فالعبرة في تيسير الامور - ليس كما يظن البعض ان هذا الامر يسير وهذا الامر عسير - انما العبرة بما ييسره الله لك ويعينك عليه - فلك ان تتذكر بعض الامور التي كنت عاجزاً عنها في وقت ما ، ثم اعانك الله عليها بطريقة عجيبة وتيسير من عنده - خصوصا من يكون مع الله دوما ويحافظ على دعاء "اللهم لا سهل الا ماجعلته سهلا وانك تجعل الحزن والصعب اذا شئت سهلا" .وقوله تعالى "حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون " .كلمات يسيرة لكنها تبعث في نفسك الطمأنينة والسلام وكلما كانت صادقة من قلب صادق كلما شعرت بقوة تلك الكلمات لانك تستمد المدد والعون من الله سبحانه وتعالى خالق الكون ومدبر الامر .

وختاماً بعد ان ذكرت كيفية مواجه الحزن والهم والاكتئاب - فهناك امر لا بد من ذكره وهو تجنب الوصول الى مرحلة الهم والغم والحزن وهذا يكون بان تلجأ الى الله دوما في الرخاء - فيسدد رأيك ويصوب رميك (ويفتح بصيرتك ) لترى الحق والصواب دوماً وتسير في طريق الخير ويجنبك طريق الشر والبلاء والمحن والفتن ويصرف عنك ما لاتستطيع  - فحافظ على ترديد قوله تعالى " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " - والاكثار من قراءة وتدبر القران الكريم - حيث قال الله سبحانه وتعالى عن القران  يحكي عن لسان الجن عندما سمعت القران فقالت "يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احداً" .