يبدأ الاكتئاب بالتسرب الى النفس وتبدأ الطاقة السالبة بالتسرب الى اعماق النفس فعندما يشعر الانسان انه امام تحدي اكبر منه ويشعر حسب امكانياته انه لايستطيع ان يتجاوزه او يتحداه .
وهذه التحديات قد تكون بسيطة ويسيرة مثل ان يكون الوقت ضيقاً وغير كافي لانجاز المهام المطلوبة ، وقد تزداد المشكلة اذا كان الوقت المقدر دوماً لانجاز المهام اقل مما يجب اما لعدم خبراتنا او لعدم امتلاكنا المهارات اللازمة - او ان الوقت فعلا تم تحديده بشكل غير صحيح . او اننا نتكاسل ثم ننطلق في اللحظة الاخيرة لانهاء الاعمال .وهذه المشكلة لا بد من حلها من خلال الاستغلال الامثل للوقت وتنظيم حياتنا وتوزيع المهام بشكل صحيح حتى نتخلص من التوتر والقلق المستمر المصاحب لحياتنا فتنقلب من النعيم والسعادة والمتعة بالحياة الى تعاسة ومن ثم الى اكتئاب - وهذا النوع من الاكتئاب يعاني منه الكثير من الناس .وفي حال اهماله يكبر مع الوقت ليجد الانسان انه فقد كل معنى السعادة في حياته واصبح عاجزاً عن اداء وانجاز ابسط الامور .
التحدي الثاني ان يواجه فعليا عقبات اكبر منه واكبر من استطاعته وقدراته العقلية ومهارته العلمية والعملية ..فهنا لا بد من ان يتجاوز ذلك الى ان يوسع دائرة حل المشكلة مع الاخرين من الاصدقاء واصحاب التجارب حتى يقارب الصواب قدر المستطاع . وهذه التحديات الكبيرة تختلف من شخص لاخر حسب طبيعة عمله وبيئته .....ألخ .
ما اريد ان اركز عليه في مواجه هذه التحديات نقطة هامه جداً - أن الانسان عندما يشعر انه يواجه شيء اكبر من قدرته وامكانياته فلا بد له ان يعزز ذلك بان يلجأ في قرارة نفسه الى من هو اقوى من كل تلك الظروف والامكانيات ومسخر الكون وهو الله سبحانه وتعالى.
حيث إن اللجوء الصادق في قرارة النفس الى العظيم سبحانه وتعالى الغني الحميد مالك الملك ، فكما انه سبب من اسباب التسهيل والعون الحقيقي لتجاوز المحن ، الا ان ذلك اللجوء لرب العالمين له جانب نفسي عظيم ,فان لجوئك الى العظيم سبحانه يصبح كل ما عداه بالنسبة لك شيء يسير وتافه .
والسر في ذلك ان المقارنة في البداية انك كنت تقارن قوتك وقدراتك مع التحديات التي امامك فتجد نفسك عاجز وفق قدراتك وحساباتك وامكانيك . لكن عندما تلجأ الى مالك الملك ومدبر الامور وتقارن عظمة الله سبحانه وتعالى بتلك الامور فتجدها تافه ، وكلما كان يقينك بالله اكبر في مواجه الشدائد - كانت الشدائد وكانها شيء تافه يسير .
فالعبرة في تيسير الامور - ليس كما يظن البعض ان هذا الامر يسير وهذا الامر عسير - انما العبرة بما ييسره الله لك ويعينك عليه - فلك ان تتذكر بعض الامور التي كنت عاجزاً عنها في وقت ما ، ثم اعانك الله عليها بطريقة عجيبة وتيسير من عنده - خصوصا من يكون مع الله دوما ويحافظ على دعاء "اللهم لا سهل الا ماجعلته سهلا وانك تجعل الحزن والصعب اذا شئت سهلا" .وقوله تعالى "حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون " .كلمات يسيرة لكنها تبعث في نفسك الطمأنينة والسلام وكلما كانت صادقة من قلب صادق كلما شعرت بقوة تلك الكلمات لانك تستمد المدد والعون من الله سبحانه وتعالى خالق الكون ومدبر الامر .
وختاماً بعد ان ذكرت كيفية مواجه الحزن والهم والاكتئاب - فهناك امر لا بد من ذكره وهو تجنب الوصول الى مرحلة الهم والغم والحزن وهذا يكون بان تلجأ الى الله دوما في الرخاء - فيسدد رأيك ويصوب رميك (ويفتح بصيرتك ) لترى الحق والصواب دوماً وتسير في طريق الخير ويجنبك طريق الشر والبلاء والمحن والفتن ويصرف عنك ما لاتستطيع - فحافظ على ترديد قوله تعالى " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " - والاكثار من قراءة وتدبر القران الكريم - حيث قال الله سبحانه وتعالى عن القران يحكي عن لسان الجن عندما سمعت القران فقالت "يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احداً" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق