هكذا بدأ
مدرب اليوجا كلامه ، بأن على الإنسان ان يحب بلا قيد او شرط وان ينشر طاقة الحب
والسلام التي تنبع من داخله لتنتشر بالكون ومن ثم يعم السلام ارجاء الارض .
كلام
رائع ، لكن كل واحد يفسر هذا الكلام على حسب فهمه للحب وعلى حسب معرفته للخير الذي
يريده لهذه البشرية ، وسوف اضرب لك مثلا حتى اوضح لك ما اقصده بشكل افضل .
عندما
يكون مبدأك هو ان تحب الجميع دون شرط او قيد (بما فيهم اصحاب الشر باعتبار انه
لايوجد شر مطلق او خير مطلق في هذه الحياة سوى الجنة ونعيمها او الجحيم ومآلها )
فهذا شيء جيد ان كنت تقصد ان ترجوا لهم الخير والهداية والصلاح ، مع دعوتهم للخير
بحسن القول والفعل ، ولكن إن رفضوا ذلك فعليك ان تحب لهم الخير وتتمنى لهم .حتى
هذه النقطة شيء رائع ,وهذا ما علمنا اياه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حيث أنه لولا رحمته لما دعا الناس من حوله الى الخير الذي هداه اليه ربه من القران والايمان والعبادات والمعاملات .(فقد كانوا غير مسلمين).
لكن ماذا
عندما يريد اصحاب الشر ان يقضوا على اصحاب الخير ليس عليك وحدك بل على كل من
ينشرون الخير والسلام والحب الحقيقي ليس بذبذباتهم ومشاعرهم فقط بل باعمالهم
واقوالهم وافعالهم ايضاً. عند ذلك اليس من الحب ايضا ان تدافع عن نفسك وعن كل من
تحب وعن كل من تتمنى له الخير.
لذلك
فنظرتك للحرب والظلام قد تكون خاطئة احياناً – لانه قد تكون بدافع الحب ايضاً –
وهذا مايفعله الطبيب احيانا عندما يضطر ليجري لك عملية جراحية ليستأصل المرض
الخبيث مثلا من جسدك حتى لايقتلك ، فهل تشك انه يفعل ذلك من اجل مصلحتك وحبا
بمساعدتك من اجل ان تعيش بسعاده .
عندما
نرتقي بمفهومنا للحب سوف نرى الامور على حقيقتها وليس على صورتها الظاهرة للعين
فقط ، وهذا اسمى مقامات التجلي والتنوير والادراك والوعي .
لذلك فإن
الحب الكامل والشامل للجميع ان قامت عليه تصرفاتنا –فبقدر المنفعة المتحققة من تلك
التصرفات يتضح لنا مقدار حبنا للخير لانفسنا وللاخرين وللعالم اجمع.
ومن ابرز
تلك الاعداء على النفس البشرية هو الشيطان الرجيم – الذي اقسم بالغواية للبشرية
اجمع حيث قال لرب العالمين –لأغوينهم أجمعين – الا عبادك منهم المخلصين .، لذلك
قال الله تعالى ونبهنا لمسألة ان ذلك الضلال وتلك العداوة لنا لا يصلح معها الحب
الذي يرجى منه الخير فنصبر عليه – بل يصلح معه ان تدافع عن السلام والحب الحقيقي
الذي امنت وعشت من اجله ويجب ان ندفعه بكل الوسائل لانه لن يدعنا نعيش بسلام مع
انفسنا او مع الاخرين ولانذوق طعم السعادة الحقيقية في الدنيا والاخرة – لذلك قال
الله تعالى :" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا – إنما يدعوا حزبه ليكونوا من
أصحاب السعير " .
ولا يكون
دفعه الا بدوام الاتصال مع الله سبحانه وتعالى من خلال الصلاة والذكر ، حتى لايجد
الشيطان الذي يرانا ولا نراه علينا مدخلا او سبيلا الى ارواحنا اوابداننا باذن
الله تعالى ، فتصفوا النفوس والحياة لنا باذن الله تعالى .
دمتم بود
وحفظ ورعاية الله سبحانه وتعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق