حقيقة لكم شدني فكرة قانون الجذب ولقد تأملت كتاب السر مرات ومرات "مع وجود الملاحظات الشرعية الكثيرة عليه " لاعرف حقيقة السر الكوني الحقيقي عند المسلمين .
فكما نعلم ان الانسان يحصد مازرع ، وكما تدين تدان -ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء- بهذه الكلمات تلخص كتاب السر والجذب ، لذلك فقد وجدت ان مفهوم الجذب بأنك الانسان يجذب اليه الخير ويجذب اليه الشر (من خلال مبدأ او مفهوم ان الانسان له حرية الاختيار ) وان مايحصل عليه النتيجة (الخير او الشر) هي نتيجة تلك القرارات .وهذا جلي في كتاب الله سبحانه وتعالى :" ومن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره " سورة الزلزلة .وكما قال تعالى :" انا هديناه النجدين اما شاكر واما كفوراً".
لكن ما كان ينقص فكرة قانون الجذب الذي اصبح الكثيرين يتداولونه ، فمثلا عندما تنطلق باحثاً عن فرصة معينة فسوف تجد وكان جميع الاشياء حولك اصبحت تعمل لصالحك ، كل مافي المسألة انك عرفت ماذا تريد ، واصبح من حولك يعرفون ماذا تريد ومن ثم بدأت تبحث في المكان الصحيح ، وبدأ من حولك يوجهونك نحو المكان الصحيح لان رؤيتك وهدفك اصبح واضحاً ، مثل عندما تسأل شخص في الطريق اين الطريق سوف يسألك الى اين تريد ان تذهب فإذا ما حددت الوجه دلك على الطريق اوساعدك لتصل الى ماتريد .
لكن ماهي الحلقة المفقودة من وجه نظري في قانون الجذب الذي تلقيناه ؟
عندما نتأمل في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يبين لنا فيه ان المعصية تكون سببا في منع الرزق الذي كتب للعبد ، وعندما نتأمل في قوله عليه الصلاة والسلام :" ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء " الراحمون يرحمهم الرحمن .
فهذه مفاتيح هامة جدا ، يعلمها كل مسلم .
فالاستغفار قال الله سبحانه وتعالى عنه في القران الكريم :" فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبينين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " ، وعندما سأل عمر بن الخطاب الله سبحانه وتعالى الغيث لم يزد عن الاستغفار ، فقالوا له ماهذا قال لقد دعوتم الله بمجاديح السماء .وقرأ الاية السابقة .
وقال تعالى في سورة هود :" وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين" الاية 52
اذا الحلقة المفقوده هي أنه يجب عليك ان تحسن العمل ، ومن ثم تحسن الظن .- فكيف تتوقع ان يكون حظك حسنا او يومك حسنا او ان الله يوفقك لتحقيق ما تسعى من امور الدنيا او الاخرة ، وأنت أساساً قد جعلت بينك وبين تلك النواميس التي وضعها الله سبحانه وتعالى مانع .يكون سببا في منعك من الرزق وان تقع عليك الشرور من كل مكان ، وان تؤتى من حيث لا تحتسب .
لكن تخيل معي عندما تكون قد أهلت نفسك لرحمة الله برحمة الضعفاء ، ووصلت الرحم ، واكثرت من الاستغفار . فإنك تزيل تلك الموانع ومن ثم فإنك بحسن ظنك بالله الذي صدقته بحسن عملك ، مادل عليه الاثر عن الحسن البصري:" لو احسنتم الظن لاحسنتم العمل " فبحسن العمل وحسن الظن بالله ومن ثم السعي ، فإن الله يهديك ويهدي اليك رزقك ونصيبك في هذه الدنيا بكل سهولة ويسر ويجعلك تراه رأي العين ، وقد كنت تراه مرارا ومرارا سابقاً ، لكنك لم تبصره لانك جعلت على بصرك غشاوة فحالت بينكم وبين ما كتبه الله لك .