النقطة الاولى :لقد تفكرت كثيراً في مسألة لماذا يشعر الانسان المؤمن بسعاده في تلك اللحظات عندما ينهض لصلاة الفجر ويتوضأ بالماء البارد ثم يمضي متوجها الى المسجد في ذلك الجو البارد . ثم يشعر بكل تلك السعاده تملء صدره ، وتعم بدنه وجسده .
فما الذي حول تلك المشقة الى متعة وسعاده .من الذي امده بتلك الارداه والطاقة العظيمة ليقوم بواجباته وهو بقمة المعتة والسعاده ، بل وتجده تعيسا بائيساً اذا ما فاتته تلك الصلاة بما فيها مشقة وجهد .
بداية عندما يعم بدنك طاقة الحب الالهية والمدد الالهي فإنه لن يقف في طريقك شيء ، فتصبح المشقة في حب الاله حلاوة ولذه . لان الله المنعم قد غمر بدنك وروحك بتلك الطاقة الرائعة ، فجلعلك تتمتع بقدرات لا يضاهيك فيها احد من قوة اراده وقوة في الروح والبدن ، وباستجابتك لمولاك الذي ارد لك الخير في القيام بهذا الوقت الرائع (لمن يكن القصد منه ) تعذيبك وايلامك انما لخير عظيم ينتظرك اكبر من تلك المشقة البسيطة .
ففي هذا الوقت الرائع تسطع عليك نور الشمس بما فيها من طاقات عالية ، ونسمات الهواء النقي العليل التي تصعد الى دماغك لتجعله نشيطاً حيث يكون درجة ذبذبات الفا في قمتها (قمة التركيز والنشاط العقلي والهدوء النفسي ) فتكون مستعدا للاستيعاب والتركيز والتامل لتدأ يومك بقمة السعاده والنشاط والاقبال على الحياة والعمل .
النقطة الثانية : التي استوقفتني للتامل فيها وهي كيف يشعر الانسان المؤمن بالسعاده مع كل مايمر به من هموم وغموم واحزان ومصائب ..الخ - دون ان يصل الى ما يصل اليه غير المؤمن من الانتحار والاكتئاب الشديد .
ان الاسترسال في الافكار السلبية والاحباط والفشل بشكل مستمر سواء بقصد او بعدم قصد يجعل العقل يفرز السموم بما يحطم المعنويات ويفقده الهمه ويوصله الى المهالك .
لذلك فنحن نحتاج الى طاقة ايجابية مقابله لتعيد الامل والبسمة الى وجوهنا وقلوبنا وعقولنا .ففي هذه اللحظات البائسه واليائسة وهو في قمة اليأس - يتذكر قوله تعالى أن مع العسر يسرا - ويتذكر ان تلك المصائب لا مفرج لها الا الله مدبر الكون والخلق ، يتذكر ما اعد الله له من النعيم في جنات عدن بما لا يتخيله عقل بشر فيبدا يعيش في تلك اللحظات حيث تبدأ الطاقة الايجابية تدب في عقله وبدنه وكان الحياة عادت له من جديد . وعندما يبدا الامل وتدب الحياة في جسده . ويسجد باكيا لمولاه مقرا بضعفه ويتضرع اليه بالدعاء - تفتح امامه ابواب الفرج ويلوح امامه نور الفرج .والنصر ويتبدل الحال الى افضل حال .
فنصيحتي لك لا تجعل الافكار والامور السيئة تسيطر على حياتك بل سيطر عليها انت بنفسك ، واجلس في جلسة تامل وخلوة بنفسك مع مولاك وتذكر كل تلك النعم واللحظات السعيدة التي من عليك بها المولى سبحانه . فسوف تستشر انك بخير عظيم لا يضاهيك فيه احد . فثق بالله وابدأ الحياة .
بارك الله فيك
ردحذف