من هذه المدونة الرائعة سوف نخوض معاً في أعماق اسرار الطاقة الحيوية والروحية للانسان وفهم الكثير من الاسرار في حياتنا من اجل حياة اكثر صحة وسعادة وطمئنينة . وسوف اتعرض لابراز مدارس الطاقة الحيوية في العالم التي تهتم بعلوم الطاقة الحيوية وتنميتها .كما سوف احاول الكشف عن اسرار الكي كونج(qigong)،اسرار الريكي (rekie)، اسرار تاي شي (tai chi)،أسرار العلوم الصحية الصينية ،تنمية القدرات الروحية والعقلية .
السبت، 17 سبتمبر 2011
تشي كونج والرياضة القتالية الصينية
كتشف أخيراً وجود عنصر أساسي ومهم داخل جسم الانسان وله تأثير ايجابي وقوي على نفسية الانسان واعضائه الا وهو الطاقة الموجودة داخل كل واحد منا، و بالرغم من حداثة هذا المفهوم الا أنه معروف منذ ألاف السنين، حيث اعتمد الطب الصيني بصورة أساسية على التعامل مع هذه الطاقة الداخلية، ومفاهيمه الأساسية تعلمنا أنه اذا كانت هذه الطاقة قوية ومتوازنة في الجسم وتدفقها مستمر فان الانسان يتمتع بصحة جيدة مما يعني أن الأعضاء الداخلية للجسم في حالة صحية جيدة وتؤدي وظائفها بصورة، طبيعية، أما اذا طرأ خلل في مستوى الطاقة أو تدفقها أو توازنها فسيؤدي هذا الخلل الى اختلال في الصحة.
وعن هذ المفهوم الجديد التقت «الشرق الأوسط» بالخبير الدولي لتدريبات الطاقة والصحة من الطب الصيني حسن البشل، حيث يؤكد أنه عند حدوث خلل ما في الجسم يتدخل الطب الصيني بواحدة أو أكثر من وسائله المعروفة «الابر أو الأعشاب أو التدليك» وتعتبر هذه الوسائل مؤثرا خارجيا للتعامل مع جهاز الطاقة. والوسيلة الهامة الأخرى التي يستخدمها الطب الصيني هي التشي كونغ. وتعني تشي الطاقة عموماً، وعندما نتحدث من الناحية الصحية للانسان نقصد طاقة الانسان .وكلمة كونغ تعني تدريب، فتكون ترجمة تشي كونغ هي تدريبات الطاقة والتي تعتبر مؤثرة داخل جسم الانسان ومرتبطة مباشرة بجسمه وطاقته لتقوية توازنها و تدفقها.
ويضيف «نشأت تدريبات التشي كونغ منذ ما يقارب خمسة آلاف سنة مرت خلالها بمراحل كبيرة من التطوير والتحسين الناتجين عن الممارسة العميقة المستفيضة والملاحظة الدقيقة لنتائج التدريبات وطبيعة جسم الانسان وتفاعله مع بيئته والمؤثرات الخارجية من حوله مما كان له الأثر الكبير في تطور علم الطاقة و بالتالي الطب الصيني.
ويشير د. البشل الى أن كثيرا من المستشفيات الصينية يوجد بها قسم خاص للعلاج بتدريبات الطاقة وتوجد مصحات خاصة منتشرة في العالم للعلاج بالتركيز على استخدام التدريبات وعادة ما يُتبع نظام غذائي صحي معها أيضاً للحصول على أعلى نتيجة ممكنة.
عالمياً تستخدم تدريبات التشي كونغ كمكمل لأي شكل من أشكال العلاج سواء كان العلاج باستخدام الطب الحديث أو الأنواع التقليدية والسبب في ذلك هو النتائج الايجابية العالية للعلاج عند تكميله بهذه الرياضة، وفي المؤتمرات المختصة بالطب البديل يتم تقديم التشي كونغ كوسيلة فعالة وآمنة ولا تتعارض مع أي شكل من اشكال العلاج الطبي. ويصف الوقاية والآثار الايجابية العضوية والنفسية الناتجة عن الانتظام في أداء هذه التدريبات بأنها الوجه المشرق لهذه التدريبات الذي يزداد وضوحاً بثبات مع تزايد أعداد الممارسين في جميع أنحاء العالم.
ويقول: بالرغم من أن رياضة التشي كونغ لم تظهر للعالم الا حديثاً الا أنها اكتسحت الميادين العامة في معظم أنحاء الأرض فلا تكاد تجد بقعة تخلو من ممارس أو مُطلع على تدريبات الطاقة والتشي كونغ. خاصة ان الشباب هنا بدأوا يقبلون عليها.
ومضى قائلاً: هذه النتائج الايجابية تتجلى في صور كثيرة منها استعادة الممارس لرياضة التشي كونغ لحيويته ونشاطه و قدرته على التخلص من التوتر والقلق والضغوط النفسية والحياتية والوقاية من الأمراض باذن الله والحصول على طاقة عالية وروح ايجابية كبيرة.
تنقسم الطاقة الى نوعين رئيسيين تسمى الاولى الطاقة الأصلية، والثانية الطاقة المكتسبة.
من خلال تدريبات التشي كونغ ينمي الشخص الطاقة الأصلية التي تورث له من الوالدين ويقويها ويعمل على زيادة نقائها. اما الطاقة المكتسبة يتم اكتسابها من الغذاء ومن الطبيعة المحيطة بالانسان.
أداء تدريبات التشي كونغ يعتمد بصورة رئيسية على التركيز الذهني بصوره المختلفة وعلى تنظيم التنفس والحركة الجسدية التي تكون أحياناً مجرد وضع ثابت في شكل معين بدون حركة أو بأداء مجموعة من الحركات في انتظام معين مع الخطوات بانسيابية و سلاسة تشد وتدهش المشاهد مثل رياضة التاي جي التي تعتبر أشهر نوع من أنواع تدريبات الطاقة أو التشي كونغ.
ويقول: من خلال النظر في الحياة اليومية لكثير منا نجد أن هناك تراكما كبيرا ومؤثرا لما يسمى في التشي كونغ بالطاقات السلبية التي تنتج آثارا سلبية عديدة منها التوتر والقلق الذي يعتبر علمياً من الأسباب الرئيسية لكثير من الأمراض المختلفة العضوية والنفسية وضعف النشاط والحيوية والتركيز وانعدام الطاقة الكافية لتحقيق النجاح والطموحات عند كثير من الناس. ويأتي دور التشي كونغ كأقوى نظام تدريبي عرفه الانسان في تاريخه.
وكما يرى الخبراء فان أداء تدريبات التشي كونغ يقوي ما يسمى داخل الجسم بآليات تحفيز الطاقة الايجابية و التخلص من الطاقات السلبية. فمثلاً من خلال التدريب يستطيع الشخص أن ينمي طاقته الأصلية التي تسمى في الطب الصيني «يوان تشي». هذه الطاقة لها وظائف مهمة جداً مثل النشاط والحيوية وتغذية الدماغ والعظام والوظائف الجنسية عند الجنسين والوظائف الخاصة بالكلى وكلما قوى الشخص طاقته الأصلية كلما استطاع أن يتخلص من التشتت الذهني من خلال تغذية الجزء المسمى «اي» من الدماغ في التشي كونغ والذي يفسر القدرات الذهنية العالية لممارسي التشي كونغ، أما بالنسبة للنشاط والحيوية فتتضاعف بصورة ملحوظة من بداية ممارسة هذه التدريبات، فصور المسنين الصينين الممارسين للتشي كونغ و هم يؤدون رياضتهم بسرعة وحيوية تفوق الشباب أصبحت مألوفة في كثير من التقارير الاخبارية والدراسات التي تتم على نتائج هذه التدريبات وتؤكد فعاليتها. الى جانب ان الطاقة تغذي الناحية النفسية في الانسان فكلما زاد الشخص من صفاء الطاقة داخل جسده كلما زادت الجوانب الايجابية النفسية لديه واستطاع التغلب على المشاكل النفسية المختلفة. فمثلاً من خلال تمارين التنفس والطاقة الخاصة بالرئة في التشي كونغ يستطيع الانسان أن يسيطر ويتغلب على مشاعر الحزن التي ترتبط طاقتها أيضاً بطاقة الرئة استناداً الى الطب الصيني. أما الانفعالات والغضب فهي مرتبطة بالكبد وكلما كانت طاقة الكبد متوازنة وايجابية كلما كان الشخص أقل انفعالاً وأقل عرضة للاكتئاب النفسي أو تمكن من التغلب عليه اذا وجد. هذه العلاقات الهامة بين الانسان وعقله وجسده ونفسيته وطاقته الداخلية هي التي تركز عليها التشي كونغ منذ أكثر من أربعة آلاف سنة والآن الدراسات العلمية تؤكد ذلك أكثر من أي وقت مضى. فمن خلال احداث التوازن بين هذه الأركان الأساسية في الانسان تخرج القدرات والمواهب والطاقات الكامنة في الأشخاص ونرى أن هناك الكثير مما يمكننا عمله وفهمه عن الانسان.
ويرى البشل ان المثير في موضوع التشي كونغ هو أن الطاقة و انعكاساتها لا تقتصر على الجزء الداخلي من الانسان بل ان جزءاً أساسياً منها هو عبارة عن حلقة وصل بين طاقته الداخلية و الطاقة المحيطة به في بيئته. فكلما استطاع الشخص أن ينمي طاقته الايجابية داخلياً، كلما قدم طاقة ايجابية لمحيطه نشعرها دائماً من خلال تواصلنا مع الأشخاص الذين نعتبرهم ايجابيين ولهم لمسات ايجابية للمحيطين بهم. واذا استطاع الانسان ان يتوصل الى مفردات هذا العلم عن طريق المختصين في هذا الفن، فسيتعلم أنه هو أيضاً يستطيع أن ينمي هذه الطاقة الايجابية و يحرر قدراته الكامنة ويحصل على فوائد كبيرة لم يتسع المجال الا لذكر بعضها.
المصدر: جريدة الشرق الاوسط 8857 في 27فبراير 2003
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق