الكثيرين ممن يجذبهم علم الطاقة الحيوية - هو الارتقاء الروحي والوصول الى مرحلة التنوير العقلي والفكري والسيطرة على الشهوات والرغبات المادية - وكثير من تلك المدارس يضع اسسا للوصول الى تلك الحقيقة من خلال التجرد من جميع الحقائق والبرمجات العقلية السابقة التي تقف عائقاً في الوصول الى تلك الحقيقة بما في ذلك العادات والتقاليد والعرف والدين .
حيث يعتبرون ان تلك العادات والتقاليد والحكم والاديان توجهم باتجاه غير صحيح وفق اهواء الناس القائمين على حماية وحفظ تلك الامور وبالتالي تصبح انت وكانك مبرمج وتسير وفق انظمتهم التي فرضوها عليك ومن ثم تصبح وكأنك عبدا لهم يتحكمون بك كيفما شاؤا من خلال تلك التعاليم سواء الاخلاقية او حتى الدينية .
وحقيقة لو عرفنا منشأ تلك العلوم لما استغربنا من ذلك ، حيث أن ذلك ما حدث بالفعل في كثير من الاديان السابقة خصوصا المسيحية او اليهودية التي كان يتحكم في الدين والصلة بين العبد والخالق هم الكنسية وسار على ذلك العديد من الديانات التي اتخذت وسيلة للتكسب والتحكم في العباد واستذلالهم .
ثم مع الوقت ادرك الناس حقيقة تلك اللعبة القذرة التي لعبت عليهم تحت ستار الدين والفضيلة (وهو اسوء ستار يتخذ لخداع الناس) لانهم بطبعهم يميلون لعبادة رب العباد والتسليم للدين واهله .لكن الله اراد ان يفضحهم ويفضح استعبادهم للعباد ولعقول العباد واستغلال الدين في ذلك فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز القران الكريم عن ذلك وفضحهم .وجاء الدين الاسلامي محفزا على التفكير والتدبر اوشغال العقل بدلا من التسليم بدون دليل وان تكون علاقة الانسان بربه مباشرة بدون وسيط او دليل وفق منهج واضح محفوظ .
وكما ذكرنا انطلقت الدعوات للخروج من عهد الظلام "الكنسية ا لى التحرر من كل شيء " والتامل للرقي والوصول الى الحقيقة التي ارادها الله سبحانه وتعالى من خلقنا - "الذي لم يخلقنا عبثا" - ومن ثم من خلال ذلك نجد ان الانسان بفطرته يهدية الله سبحانه وتعالى الى وجود خالق يستحق العبادة هو وحده دون ماسواه - وان الانسان حر وليس لاحد حق السيطرة عليه واستغلاله .
وكما هو معلوم فان ذلك التحرر نحى منحى خطير جدا وهو البحث عن الحقيقة حيث ضل بعض الناس ودخلوا في مرحلة الالحاد وانكار الخالق بدلا من البحث عن الحق وعن الله .
ومن اوضح الاسباب التى ادت الى ذلك التحرر هو رفض الكنيسة لكل ما هو علمى ومحاربة العلم وحرق العلماء وظهور نظرية التطور لدروين والتى راح اعدء الدين يروجون لها وترسخ فى عقول الناس صحة هذة النظرية رغم انها باتت من اكثر النظريات الى تحتاج الى ادلة علمية دامغة لصحتها وايضا كان من اكثر الاسباب الى انحراف الناس عن طريق الله التطور العلمى الشديد الى تناقض تناقا شديدا مع ايات الانجيل الذى طغى علية التحريف والتبديل فثبت فى عقول الناس الفكر الالحادى ورفض الطريق القويم فراح الناس يبحثون فى كل مكان عن بدائل الدين تحت ضغط من الفطرة البشرية فكان الاتجاة الى مثل هذة الجمعيات الروحية"
لقد كان حال الرسول محمد عليه الصلاة السلام قبل البعثة يبحث عن الحق ويرفض عبادة الاوثان وكان يبحث عن الدين الحق وهو دين الحنيفية "دين ابراهيم عليه السلام " حيث كان النصرانية واليهودية قد حرفت وحتى دين ابراهيم عليه السلام دخل عليه الشرك والكثير من الامور .
لذلك كان عليه الصلاة والسلام يبحث عن الحق وعن الهداية لخالق هذا الكون - كما فعل ابراهيم عليه السلام عندما بحث عن الحقيقة التي يبحث عنها كل عاقل وباحث عن الحق والصواب والباحث عن صانع وخالق لهذا الكون ليستمد المدد والعون منه سبحانه وتعالى ويتوجه الى الله سبحانه وتعالى بالشكر والعرفان بالجميل .
فعند مرحلة البحث عن الحق هذه الحقيقية التي يبحث الانسان فيه عن الحق الجلي - يتخلي فيه عن كل القيم والمبادئ والاديان المحرفة والتي لا يقبلها عقل ولا يقبلها منطق وتخالف الفطرة .فهذه مرحلة بحث حقيقية عن الحق يطلب العون والمدد فيها من الله الواحد الاحد القادر على كل شيء .فتكون الهداية بإذن الله تعالى .
لكن عندما نجد في هذا الزمان من يبحث عن الحقيقة دون ان يشغل عقله ويعرف الحق من الباطل ويبعد هوى النفس عن قراراته فنجد مسلماً يبحث عن الحق مبعدا كل تعاليم الدين الاسلامي (التي تدعوه الى اعمال العقل - والتي هي بمثابة ارشادات للوصول الى الطريق الحق ) وليس ما نعا او حائلا يحول بينه وبين الحقيقة .فبدلا من ان يصل الى الحقيقة (التي هي بين يديه وينكرها وهي الاسلام ) وتراه يقلد النصراني او البوذي (الذي يبحث عن الحقيقة ) التي حجبت عنه تارة باسم الدين وتارة باسم القيم وتارة باسم اشياء اخرى - وما دفعه في واقع الامر الى البحث عن الحقيقة هي كما ذكرنا انها منافية للعقل ومنافية للفطرة ولا تحقق له النتائج المرجوة من السعادة والراحة النفسية التي يتطلع اليها كل انسان لان روحة بعيدة عن خالقها وبارئها وفاطرها - لذلك يشعر بحاجته الماسة للبحث عن السعادة من خلال معرفة الحقيقة التي غالبا ما يقوده العقل والمنطق والفطرة الى دين الاسلام - الذي يجد فيه الدين الشامل والنافع لكل نواحي الحياة بما يعود بالنفع في الدنيا والاخرة .
وعندما يصل الى الاسلام فانه يتوجب عليه ان يختار الطريق الصحيح مشغلا عقله في ان لا يقبل شيئاً بدون دليل ثابت صحيح من الكتاب والسنة او ما هو منافي للعقل والفطرة .حيث يوجد في الاسلام من حول الاسلام الى سلعة يتاجر بها ، ويفهم الدين على هواه بعيدا (عن فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لرسول الله عليه الصلاة والسلام الذين قال عنه عليه الصلاة والسلام خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ....) لذلك حتى عندما نجد للدين الاسلامي (الذي كما قلت هو بمثابة ارشادات لنا لسلامة السير الصحيح في هذه الدنيا نحو السعادة الحقيقية والابدية ) فانه يجب ان نعرف ان دين الاسلام الصحيح موجود ونسأل الله الهداية والثبات دوماً وأن يحفظنا من شياطين الانس والجن حتى لا نزيغ عن الحق الى الضلال دون ان نشعر .وسبيل ذلك هو التمسك بالفهم الصحيح لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بالدليل الثابت القاطع عنه عليه الصلاة والسلام .ويكفينا ان الله تعهد لنا بحفظ القران الكريم دائما وابدا فهو المرجع عندما يحتار عقل او يختلف اثنين ، لضمان انك على الحق والصواب لانه كلام الله المحفوظ من الزيادة والنقصان ، وكلام الله اصدق الكلام حديثاً لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم .يصلح لكل زمان ومكان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق